نشأة الحركة الكشفية
* مؤسس الكشفية:
نشأت
فكرة الكشفية في ذهن مؤسسها
اللورد "بادن باول"
الذي كان يعمل ضابطاً
بالجيش البريطاني ونظراً
لقوة شخصيته فقد توالت
ترقياته حتى وصل إلى رتبة
كولونيل ثم منح لقب لورد
وقد شارك في العديد من
المعارك والحروب التي
تعد مافكنج من أشهرها.
* معركة مافكنج:
في
جنوب أفريقيا وفي عام
1899 حوصر بادن باول ورجاله
في قلب مافكنج وطال حصاره
وقد اعتبرته إنجلترا
نذير شؤم ففكر بادن باول
الاستعانة بالشباب لفك
الحصار ووزع عليهم أعمال
الخدمات العسكرية كالحراسة
والطهي ونقل الرسائل
وتدريبهم على ذلك فكثر
عددهم وتمكن من فك الحصار
بعد 217 يوم. وبعد هذه المعركة
عاد بادن باول إلى إنجلترا
عام 1901 واصبح في نظر الجميع
بطلا وطنيا عظيما.
* فكرة الكشفية:
وقد
جاءت فكرة تكوين الكشفية
بعدما لمس بأن الشباب
الإنجليزي أخذ يتفكك
وكثرت الأمراض الاجتماعية
فيه كالإدمان والبطالة
فقد تجمعت لدى بادن باول
عديدة لبرنامج تربية
ذاتية للشباب تمارس في
الهواء الطلق ومن خلال
تنقلاته في المستعمرات
الإنجليزية تعرف على
ثقافات الشعوب وكيفية
تربية أبنائهم على الشجاعة
والقوة والاعتماد على
النفس، وكانت لديه الرغبة
في التدريب وخدمة الآخرين
فقد كان مرحا ولديه عدة
مواهب كالرسم والتمثيل
والغناء وتنظيم الحفلات
فقد عايش الطبيعة فترة
طويلة اكتسب منها أشياء
كثيرة، وقد كانت لقراءاته
المتنوعة ودراساته لكتب
التربية وتاريخ الشعوب
فائدة كبيرة، وقد أعجب
بتربته سميث رئيس فرقة
الفتيان البريطانية الذي
أنشأ تنظيما شبه عسكري
للشباب في اسكتلندا من
الصغار، غير أن بادن رأى
أن التربية العسكرية
تجد من نمو الشخصية وأن
البرامج تكون أكثر إثارة
لو اعتمدت على الطبيعة
والخلاء والهواء الطلق
وإتاحة الفرصة للصغار
لقيادة أنفسهم وعندما
كان يقضي الليل حول النار
في البرية أيقن أن هذا
النوع من الحياة يهواه
الشباب ويعلمهم الثقة
بالنفس والتعاون والانضباط
والإخلاص، فلهذا استدعى
20 شابا من المدينة وذلك
لإقامة مخيم لمدة أسبوع
على جزيرة براون سي في
عام 1907 وقد نجح هذا المخيم
نجاحا باهرا بعدها نشر
كتابا بعنوان ((الكشفية))
وضع فيه خبرته ومبادئه
وأفكاره. وكذلك نشر بعض
المواضيع والمسابقات
في الصحف والمجلات وقد
دهش عندما علم أن عددا
من الشباب قد نظم فرقا
كشفية تأخذ أفكاره ومبادئه
التي وضعها وأخذت الحركة
تنتشر انتشارا سريعا،
وأصبح بادن باول رئيس
للحركة الكشفية وأخذ
ينشر المسابقات الثقافية
في الصحف وينظم للفائزين
بتلك المسابقات مخيمات
حتى سنة 1910 وحقق حلمه عندما
جمع في قصر الكريستال
في لندن حوالي 11 ألف كشاف
وقائد أخذوا يعرضون أمام
الجمهور المحتشد كل تعلموا
من فنون وألعاب. وقد كان
لاجتماع قصر الكريستال
أثره الكبير في تقدم الحركة
الكشفية فقد تطورت سلوكيات
الشباب وتحسنت معاملتهم
ومساعدتهم للناس، ويذكر
أن كشافا أرشد سائحا أمريكيا
على طريقه في ضباب لندن
ثم رفض بكل أدب أن يأخذ
من السائح أي مقابل مما
دفع الأمريكي عند عودته
إلى بلده إلى تأسيس فرع
للكشافة هناك ثم امتدت
الحركة إلى كندا وشيلي
وبعدها إلى العالم العالم
اجمع. وفي عام 1920 تحقق الحلم
الأكبر لبادن باول عندما
تجمع من أنحاء العالم
نحو 6000 كشاف أولمبياد لندن
وسمي هذا اللقاء
((جمبوري)) وخلال هذا اللقاء
عين بادن باول رئيسا لكشافة
العالم، وفرضت عليه هذه
الرتبة بأن يقوم بجولة
حول العالم رغم كبر سنه
فقد كان يدير كل سنة لقاء
له في بلد مختلف وكان أخر
لقاء له في النرويج وكان
عمره 84 سنة حيث ودع جميع
كشافي العالم بحضور 26000 كشاف
حضروا من مختلف أنحاء
العالم، وتوفي بعدها
بادن باول تاركا ورائه
منظمة كبيرة منتشرة في
جميع أنحاء العالم.