Latin School Houson

Article 3-5
Home
PIET GERRITS
about us
Articles
Links
News
Pictures
Catholic Scouts
Contact Us
 

الكشفية وتحديات الشباب

الاب عماد الطوال- الحصن

يتميز عالمنا اليوم بالاثارة والتحدي للشباب الذين يواجهون صعوبات في استكشاف معاني ومغزى ما يدور من حولهم ، ويستمر الشباب في طرح العديد من الاسئلة الرئيسة حول مفهوم الحب والسعادة ، والقبول والهوية ، والحرب والسلام. فهم يسعون للوصول الى غايتهم وتحقيق الحياة المتكاملة التي يعبر عنها بالرغبة القوية في عقد العلاقات ، خاصةً ضمن المجتمع الواحد. ان الرحلة الى الرشد او الادراك تنطوي على الرغبة المتأصلة في استكشاف وتطوير مواهب الشباب الخاصة وامكانياتهم.

ومع كل ذلك يظهر القلق والارتباك. وهو قلق ناتج عن المهمة الصعبة في تنظيم عناصر التكوين للوصول الى النضج والادراك. "قلوبنا قلقة يا رب ، لن تهدأ الا بك يا الله" (اوغسطينوس).ان البحث عن المعنى ومغزى الاشياء هو في الواقع البحث عن الله.

تأثير المجتمع المعاصر: لقد توسعت الفرصة امام الشباب للانضمام الى التعليم بجميع مستوياته. ومع التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا ، ازدادت المعلومات المتوفرة وكذلك اصبح بالامكان الحصول عليها بسهولة ويّسر وتعززت عملية الفهم والاستيعاب بشكل كبير. ومع الامكانية المتزايدة لنقل المعلومات ، اصبحت الحاجات البشرية والظروف التي يمر بها الناس واضحة للجميع. واصبح بالامكان تلبية هذه الحاجات بسهولة واصبح الجميع مسؤولين عن تطوير ما يسمى ب "الادراك البيئي". لقد اضافت العولمة للشباب الدافع للتحرك واستكشاف العالم من حولهم على المستوى الشخصي ، وكذلك فان العولمة تعد السبب الرئيسي لانخفاض مستوى الجهل الثقافي.

          لكن في الوقت ذاته ، فقد تأثر المجتمع المعاصر بالاستهلاك الفكري وبشكل كبير والذي تحكمت به وسائل الاعلام. فقد عكس التفكير الانساني الرغبات الدنيوية الفردانية: تعرض الحياة الاسرية للتهديد ، وطرح الاسئلة حول المعتقدات الدينية ، تلبية الحاجات والرضا الفورية ، و نالت الحقوق الفردية الاسبقية على حساب الحاجات الاشتراكية ، وكذلك ازدهار المذهب المادي بشكل كبير. ان "الطريق السريع للمعلومات" يقدم سيل من الحقائق التي غالباً ما تؤدي الى تحليلات لا تعكس الاحداث الواقعية. وبذلك ، يعرض الشباب صورة احادية الابعاد حول القضايا الانسانية. ان "الوقت الحاضر" هو كل شىء بالنسبة لنا ، لان التفوق قد اصبح في طي النسيان والعواطف الانسانية العميقة تعرضت للاندثار. وعند النظر الى جميع هذه الامور بالاضافة الى وضع الافراد في الهامش والمشاكل المختلفة التي يواجهها الشباب في العديد من البلدان مثل: الفقر والبطالة (الحالية والمستقبلية) وكذلك العنف والحرب والارهاب ، فقد اصبح من الصعب على الشباب النضال والسعي لمعرفة معاني الاشياء.

          نحن نؤمن ككشافة ان بمقدورنا توفير المعلومات والتعليم الذي يساعد الشباب في مواجهة تحديات العيش في هذا العالم المعقد. ان النشاط الكشفي طبقاً للاهداف التي حددها مؤسسها ، اللورد بادن باول ، يشمل قيادة الشباب لكي يكونوا المخططين والمنفذين لتطورهم الخاص وكذلك تطوير اساليب تحفيز تطور الفرد والمجتمع. وهذه المعرفة تؤدي الى خلق الشباب الواعي الذي يتقبل مسؤولية الحياة الشاقة الطويلة في الحياة.

          الشباب بحاجة الى الاهتمام والعيش في المجتمعات الموّحدة الفاعلة. وهنا تعرض المجموعات الكشفية دروس تجريبية حول الحياة المجتمعية وتعرض تفصيلات عن الجوانب الاربعة الاساسية للمجتمع: العضوية والمراجع والحوار والاحتفاء.

          ان تعزيز الاحترام والتقدير الذاتي ينبثق من الأمن والثقة لدى الفرد والايمان بوجود الله في حياتنا وعالمنا. ان طرق واساليب النشاطات الكشفية تحقق هذه الاهداف ، فبأتباع هذه الطرق لتعزيز الوعي يمكن للكشفية ان تطور الفهم والاحترام لدى الشباب للموروث التاريخي الديني.

          ان الثقة بموروثنا يقود الى التفاعل مع الآخرين. ان اكتساب العضوية والانتماء الى الحركة الكشفية العالمية توفر البيئة المتميزة لجميع الافراد من الاصول الاجتماعية المختلفة ومن جميع الاعراق والاوطان والاديان او المعتقدات الروحية. ويعد الاحترام والسماحة والتعاطف والرغبة للعمل معاً من اجل تحقيق السلام والعدالة والرحمة هي الثمار التي نجنيها من هذا التنوع العظيم. فالامكانيات المتأصلة في الكشافة تتضاعف وتزداد بفعل هذا التنوع.

          ان فهم وادراك المسؤولية البشرية يؤدي بصورة طبيعية الى ادراك وتمييز الحاجة الى اهتمام كل الاشخاص بارضنا واستثمار موارد هذه الارض المعطاء بحكمة وتعقل  فالنشاطات الكشفية تسهم في تنمية الادراك البيئي لدى الشباب.